responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 547
الكمال كل تلك التبديلات والتغييرات منا دليل على كمال قدرتنا وارادتنا ووثوق حكمتنا وتدبيراتنا واختيارنا فيها انما أظهرناها لِنُبَيِّنَ ونظهر لَكُمْ كمال قدرتنا المتعلقة على جميع المقدورات المحققة والمقدرة على السوية بلا فتور وقصور وَبالجملة نُقِرُّ ونثبت فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ من الولد على اى وجه نريد ثبوته ذكرا او أنثى مبدلين ومغيرين من صورة الى اخرى مرارا كثيرة إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وقت معين قد سميناه وعيناه في حضرة علمنا المحيط لتسويته وتعديله وبعد ما سوينا وعدلنا اركان جسمه على الوجه الذي تقتضيه حكمتنا قد نفخنا فيه من روحنا اى نفخنا الروح فيه علة غائية متقدمة على إيجاده وإظهاره وان كانت متأخرة وجودا وصورة ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ اى كلا منكم من بطون أمهاتكم طِفْلًا محتاجا الى الرضاعة والحضانة وانواع المحافظة ثُمَّ نربيكم بأنواع التربية والتغذية ونقوى امزجتكم ومشاعركم على التدريج كل ذلك لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ اى كمال رشدكم وقوتكم الجسمانية وتثمروا من المعارف والحقائق ما قد جبلتم لأجلها ان وفقتم من لدنا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى بعد ما بلغ أشده ورشده او قبل بلوغه وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ وهو سن الكهولة والهرم المستلزم للخرافة ونقصان العقل وضعف القوى والآلات لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ متعلق منه بمعلوم مخصوص شَيْئاً من امارات ذلك المعلوم بل قد صار ذلك المعلوم عنده كأن لم يلتفت اليه قط لغلبة الغفلة والنسيان عليه وسقوط الحفظ والإدراك عنه كل ذلك انما هو لإظهار قدرتنا الكاملة وارادتنا التامة الشاملة واختيارنا الغالب وَلا تعجب من كمال قدرتنا ومتانة صنعتنا وحكمتنا أمثال هذا تَرَى ايها الرائي الْأَرْضَ الممهدة المبسوطة كيف كانت هامِدَةً يابسة ميتة جامدة خامدة بعيدة عن الرطوبة والخضرة مطلقا كالرماد فَإِذا أَنْزَلْنا وقت تعلق قدرتنا وارادتنا باحيائها ونضارتها عَلَيْهَا الْماءَ المشتمل على خاصية الحيوة اهْتَزَّتْ وتحركت اهتزازا شوقيا وتحركا حبيا حضوريا وَرَبَتْ وارتفعت من حضيض الخمود وغورا لجمود طالبا الخروج الى ذروة فضاء الهوى والوصال والعروج الى غاية ما قد اعدله من أوج الكمال وَبعد حركتها وارتفاعها متشوقة أَنْبَتَتْ وأظهرت باقدارنا إياها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ نوع وصنف مما يخرج من الأرض بَهِيجٍ رائق عجيب بديع وهذا من أوضح الدلائل وأوثق البراهين عند ذوى النهى واليقين على وقوع البعث واعادة المعدوم وجميع المعتقدات الاخروية
ذلِكَ اى المذكورات من إيجاد المقدورات التي تستبعدها العقول السخيفة والأحلام الردية الضعيفة بِأَنَّ اللَّهَ المتعزز برداء العظمة والكبرياء هُوَ الْحَقُّ الثابت المحقق المقصور على الحقية والثبوت لا متحقق في الوجود سواه ولا معبود يعبد بالحق الا هو وَأَنَّهُ سبحانه بخصوصه حسب انفراده واستقلاله هو الحي القيوم المحيي يُحْيِ الْمَوْتى بالإرادة والاختيار وَأَنَّهُ بذاته وبمقتضى أسمائه وصفاته هو القادر المقتدر بكمال الاستقلال والاستحقاق عَلى كُلِّ شَيْءٍ دخل تحت قدرته وحيطة حضرة علمه المحيط وارادته الشاملة قَدِيرٌ بلا فتور ولا قصور ولا تزلزل ولا عثور
وَأَنَّ السَّاعَةَ الموعودة من عنده سبحانه آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها إذ هي من جملة المقدورات الإلهية التي قد قدر سبحانه وجودها وأثبتها في لوح قضائه وحضرة علمه المحيط وَأَنَّ اللَّهَ المتصرف بالاستقلال والاختيار يَبْعَثُ وينشر يوم الحشر عموم مَنْ فِي الْقُبُورِ من النفوس الخيرة والشريرة ثم يحاسبهم ويجازيهم على مقتضى حسابه إياهم ان خيرا فخير وان شرا فشر
وَمِنَ النَّاسِ

اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 547
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست